:!!!!!! :
: #### :
علماء الإسلام، هم العلماء الذين قدموا عطاءً علمياً في نطاق دولة الإسلام، بما في ذلك العلماء من أهل الديانات غير الإسلامية ومن الأجناس الأخرى غير العربية. وكلهم (علماء الإسلام) من حيث أن الدولة الإسلامية الممتدة في الزمان قروناً طوالاً، لم تكن تفرّق في العلم بين مسلم وغير مسلم، أو بين عربي وغير عربي .. وإنما كان للعلم احترامه الذي يتجاوز الدين والعرق، وسوف نرى في القوائم التالية – المرتبة زمانياً – علماءً مسلمين ومسيحيين ويهوداً ومجوساً وصابئةً، وسوف نرى عرباً وفُرساً ومصريين وأتراك .. وغير ذلك كثير من الديانات والأعراق، وكلهم قدموا عطاءهم العلمي في مدن الإسلام وتحت رايات دولته.وقد انطلق العلم العربى فى الحضاره العربيه والاسلميه انطلاقته الواسعه مع حركة الترجمه التى تنت فى القرنين الثانى والثالث الهجريين، حين قام العرب بنقل العلم اليونانى والشرقى الى اللغه العربيه
وفي القرن السابع الهجري، الذي توقفنا عنده هنا، حدثت حركة واسعة للنقل والترجمة، وهذه المرة كانت الترجمة من اللغة العربية إلى اللغة اللاتينية – ومنها إلى اللغات الأوروبية الوليدة – فانتقلت أمهات الكتب العلمية العربية، متوناً وشروحاً، إلى الأفق الأوروبي إبان عصر النهضة (الرينيسانس) فشارك العرب والمسلمون في صياغة العلم الحديث في أوروبا .. وهذا حديث يطول الكلام في تفصيلاته، ويهمنا منه هنا، أنه دليل على التواصل العلمي والحضاري بين الجماعات الإنسانية. فمن مصر القديمة إلى اليونان، إلى بلاد العرب والمسلمين، إلى أوروبا الحديثة، إلى عالمنا المعاصر.
وغنىٌّ عن البيان هنا، أن القوائم التالية لا تشمل البارزين من علماء الدين أو اللغة .. فهؤلاء كان عطاؤهم مقصوراً على ما يهم العرب والمسلمين (الدين/ اللغة) وهم وإن كانوا قد قدموا الكثير، إلا أن ما قدموه يختلف في طبيعته عما قدمه علماء الطبيعة والرياضيات والفلك والفلسفة، الذين انشغلوا بما انشغل به العقل الإنساني بعامة، عبر مسيرته الطويلة .. ومن ثم، فتركيزنا هنا على هؤلاء العلماء بالذات، لا يعني التقليل من فضل علماء الدين واللغة والأدب، أو الانتقاص من مكانتهم .. ولا يعني التقليل من أهمية علماء آخرين قدموا إسهامات لافتة في مجالات الطبيعة والرياضيات والفلك والفلسفة، ولم نستطع – لكثرتهم – إدراجهم في القوائم التالية والتعريف بهم وبأعمالهم .. وربما نعود إلى بعضهم في إضافات قادمة لهذه النافذة على التراث العربي/الإسلامي. وقد اخترنا هنا من كل قرن(هجرى) نماذج من اعلام العلماء فى المجالات الطبيعيه والرياضيه ولسوف نوالى تقديم المزيد بعون الله
القرن الاول
الحارث بن كلدة
يشير صاعد الأندلسى فى كتابه (طبقات الأمم) إلى أن العرب فى جاهليتها لم تكن تُعنى بشئ من العلم إلا بصناعة الطب .. يقول : لحاجة الناس طراً إليه ! ومن الأسماء المبكرة التى ظهرت فى تاريخ الطب العربى (والإسلامى) الحارث بن كلدة الثقفى ، المتوفى فى حدود سنة 50 هجرية (670 ميلادية) وقد وردت أولى الإشارات إليه فى حديث نبوى حين اشتكى أحد معاصرى النبى صلى الله عليه وسلم من مرض فقال النبى له: اذهب إلى الحارث بن كلدة فإنه رجل يتطبَّب . وقد جاء فى المصادر المبكرِّة أنه لما قتل الخليفة عمر بن الخطاب طعناً فى بطنه ، سئل الحارث بن كلدة عن علاجه ، فقال اسقوه لبنا ، فإن خرج من جرحه فليوصى لأولاده . كما أوردت المصادر حواراً بين الحارث بن كلده وكسرى أنو شروان (ملك بلاد فارس) يُفهم منه أن الرجل كان عارفاً بأمور الطب. وكان قد تعلم الطب ومارسه ببلاد فارس ، وكان يضرب بالعود وله أشعار فى ديوان ذكره حاجى خليفة فى كتابه : كشف الظنون .
ويمكن مراجعة المعلومات المتعلقة بالحارث بن كلدة ، من الشذرات التى أوردها عنه ابن أبى أصيبعة فى :
عيون الأنباء فى طبقات الأطباء ص 145 ، القفطى : إخبار العلماء بأخبار الحكماء ص 111 ، الزركلى : الأعلام 2/157 ، كحالة : معجم المؤلفين : 1/519 .
خالد بن يزيد
كان لهذا الأمير الأموى (الغامض) فضل البدء فى العناية بعلم الكيمياء فى الحضارة العربيَّة الإسلاميَّة ، ففى وقت مبكِّر ولأسباب خاصة ، سعى خالد بن يزيد بن معاوية بن أبى سفيان لدراسة الكيمياء على يد راهب سكندرى الأصل ، اسمه ماريانوس وحرص على ترجمة النصوص اليونانيَّة فى الكيمياء إلى اللغة العربيَّة . أما أسبابه الخاصَّة التى دعته لذلك، فهو سعيه الحثيث لتحويل المعادن الخسيسة إلى معادن نفيسة كالذهب ، عوضاً عن (الخلافة) التى كان مقرراً أن ينالها ، فانتزعه منها عبد الملك بن مروان !
ولخالد بن يزيد ، المتوفى سنة 85 هجرية (704 ميلادية) مجموعة من التآليف ، مثل: منظومة فردوس الحكمة ، كتاب المحررات ، كتاب الصحيفة ، السر البديع فى فك رمز المنيع ، كتاب الرحمة .. وكلها أعمال فى الكيمياء السحريَّة . وله أيضاً : ديوان النجوم ، وصية إلى ابنه فى صنعة الكيمياء ، مقالة ماريانوس الراهب .
ويمكن للمزيد عن خالد بن يزيد مراجعة الرسالة التى نشرها سعيد الديوه جى فى سيرته (دمشق 1953) والشذرات التى أوردها الزركلى: الأعلام 2/300 ، كحالة: معجم المؤلفين 1/ 669 ، البغدادى : هدية العارفين 1/343 .
جَابِرُ بنُ حَيَّانَ
هو جابر بن حيان بن عبد الله الكوفي ، ويشار إليه فى عديد من المصادر بلقب : الصوفى. ولد بطوس سنة 120 هجريَّة (737 ميلاديَّة) ونبغ فى سن مبكرة، واشتغل بالتأليف العلمى فكان غزير الإنتاج ، غير أن أكثر كتبه التي بلغت قُرابةَ 500 كتاب ضاعت أصولها ولم يبق منها غير بضعة رسائل ومقتطفات لايزال أغلبها مخطوطاً لم يُنشر. وقد اشتهر عنه أنه لم يعتمد علي الفرضيَّات والتحليلات والتخمين كنظرائه في ذلك الوقت وإنما اعتمد في مؤلفاته علي التجارب العلمية والمشاهدات الحسية. وقد تُرجمت مؤلفات جابر بن حيان إلي اللاتينيَّة علي يد (روبرت شسترى المتوفى 1144 ميلادية). ويحسب له أنه أخذ بيد الكيمياء من بعد غرقها في طلاسم السحر والتنجيم وبث فيها روحاً ودماً جديداً. وكانت وفاته على أرجح الأقوال سنة 200 هجرية ، ولجابر بن حيان فهرست كبير ذكر فيه مؤلفاته في العلوم المختلفة، وآخر صغير ذكر فيه مؤلفاته في الصنعة وهو عالم مشارك في الطبيعة والكيمياء . ومن أهم مؤلفاته: كتاب الرحمة في الكيمياء ، كتاب الأغراض ، الكامل في الكيمياء ، كتاب السموم ودفع مضارها... وللمزيد من التعريف عن جابر بن حيان، يمكن الرجوع إلي المصادر التالية:
ابن النديم :الفهرست 420 ، البغدادى : هدية العارفين 1/249 ، كحالة: معجم المؤلفين 1/ 469 - الزركلى : الأعلام 2/103.
ابنُ الهيثم
أبو على الحسن بن الحسن البصري الشهير بابن الهيثم، أحد أنبغ العقول التى أنجبتها الحضارة العربية الإسلامية، ولد بالبصرة سنة 954 هجرية (965 ميلادية) ودرس هناك الرياضيات والفلك والفلسفة، وذاع أمره هناك. ثم انتقل إلى مصر وسعى لإقامة سد جنوبى النيل، فلم يستطع. ترك مجموعة كبيرة من المؤلفات التى أهمها كتابه الرائد (البصريات) الذى أسس فيه قواعد متينة لهذا العلم، وله من وراء ذلك عشرات الكتب والرسائل فى مجالات الرياضيات والفلك والفلسفة. امتازت بحوثه العلمية بمنهجية صارمة واعتناء شديد بالملاحظة والتجربة، وقد عدهُ كثيرون رائداً للمنهج التجريبي الذى يعزى لفرنسيس بيكون، مع أن ابن الهيثم سبقه بخمسه قرون. وقد تناولنا طرفاً من سيرته وأوردنا قائمة بمؤلفاته في مقدمة تحقيقنا لرسالته البديعة التى كتبها لتفسير آثار الظلال التى تظهر على وجه القمر. ويمكن بالإضافة لذلك، مراجعة ما ورد عنه في المصادر التالية:
أحمد نظيف: ابن الهيثم وبحوثه البصرية، عبد الرحمن مرحبا: الجامع فى تاريخ العلوم عند العرب، حتى 379، كحالة: معجم المؤلفين 1/ 545، Brockelmann 1/ 851
مخطوطة: مقالة في ماهية الأثر.
الرازى
هو العلامَّة أبو بكر محمدُ بنُ زكريا الرازى ، أحد أهم الأطباء فى تاريخ الإنسانية. ولد نحو عام 251 هجريَّة (865 ميلاديَّة) فى مدينة الرى (قرب طهران حالياً) ولذا يُعرف بالرازى نسبةً إلى (الرى) على غير قياس ، وكانت وفاته على أرجح الأقوال سنة 313 هجريَّة (935 ميلاديَّة) تلقى تعليمه المبكر فى مجالات الفلسفة والحساب والفلك والكيمياء والموسيقَى ، ثم ذهب إلى بغداد حيث كرَّس وقته لممارسة الطبِّ ، ألَّف عديداً من المؤلفات الأدبيَّةِ والعلميَّةِ التى تمتاز بالدقة والوضوح والأمانة العلميَّة، فلم ينتحل لنفسه شيئا قاله غيره ، كما تشهد كتاباته الطبيَّة بدقَّةِ ملاحظاته عن الأمراض وأعراضها، ويعود ذلك إلى استناده إلى قراءاته المتعمقة لأعمال سابقيه من اليونانيين والعرب ، وسعة خبرته فى مجال المعالجة السريرية. من مؤلفاته : الحاوى فى صناعة الطبِّ (كتاب ضخم جمعه تلاميذه) المنصورى فى الطبِّ ، الطب الرومانى (ويُعرف بطبِّ النفوس) دفع مضار الأدوية، منافع الأغذية ودفع مضارها .. وله رسائل فلسفية كثيرة ، كثيراً ما عانى من اضطهاد معاصريه بسبب آرائه الواردة فيها ، خاصةً قوله بالقدماء الخمسة .
وبالإضافة إلى مقدِّمة التعريف الواردة مع (مقالة فى النقرس) يمكن الحصول على مزيد من المعلومات عن الرازى من المصادر التالية : شذرات الذهب 2/263 ، عمر رضا كحالة : معجم المؤلفين 3/ 304 ، خير الدين الزركلى : الأعلام 6/ 130 . Brokelmann : G.A.L. (S) 1,417 .
المجرِيْطـىُ
هو أبو القاسم مَسلمة بن أحمد بن قاسم المجريطى . ولد بقرطبة سنة 338 هجـريَّة (950 ميلاديَّة). وصفه المؤرخون بأنَّه كان إمامَ الرياضيين بالأندلس فى وقته ، كما كان مُعتنياً بعلم الفلك ، خاصةً كتاب بطليموس المعروف بالمجسطى ، ومهتماً بالكيمياء مُلماً بأصولها ، ويعد أول من ميز علمى الكيمياء والسيمياء اللذين كان يَعُدَّهُما نتيجة العلوم كلِّها . فوضع فى الكمياء كتابه (رتبة الحكيم) وفى السيمياء كتابه (غاية الحكيم) . وكانت وفاة المجريطى على أرجح الأقوال سنة 398 هجرية، وقد تتلمذ عليه كثير من العلماء ، منهم ابن السَّمْح المتوفى 426 هجريَّة (1035 ميلاديَّة) وابن الصَّفَّار المتوفى 429 هجريَّة (1043 ميلاديَّة) والزهراوى المتوفى بعد سنة 400 هجريَّة. و ترك كثيراًمن الكتب والرسائل ، منها : رتبة الحكيم فى الكيمياء ، غاية الحكيم وأحقُّ النتيجتين بالتقديم، المعاملات فى الحساب ، روضة الحقائق ورياض الخلائق فى الحجر .
وللمزيد عن المجريطى ، يمكن الرجوع إلى المصادر التالية :
ابن أبى أصيبعة : عيون الأنباء فى طبقات الأطباء ، ص 244 - عمر كحالة : معجم المؤلفين 3/ 853 -حاجى خليفة : كشف الظنون 214، 833 ، 902 ، 925 - البغدادى : إيضاح المكنون 2 / 522 - Brockelmann 1/]