: #### :
المشير أبوغزالة واحداً من أبرز وأهم القادة العسكريين المصريين والعرب، وقد قضى في المؤسسة العسكرية أكثر من أربعين عاما شارك خلالها في جميع الحروب العربية “الإسرائيلية” عام 48 و56 و67 والاستنزاف وحرب أكتوبر وحصل خلالها على 11 وساماً ونوطاً وميدالية عسكرية مصرية من بينها وسام نجمة الشرف العسكرية تقديراً لجهوده خلال حرب أكتوبر 73 حينما كان برتبة العميد قائداً لمدفعية الجيش الثاني الميداني.
كان المشير أبوغزالة من القادة العسكريين العرب الذين حصلوا على درجات علمية تمثل مختلف فروع الثقافة ومختلف المدارس الفكرية العسكرية فهو حاصل على بكالوريوس العلوم العسكرية عام 1949 وإجازة القادة للتشكيلات المدفعية من أكاديمية ستالين بالاتحاد السوفييتي عام 61 ودبلوم كلية الحرب العليا بأكاديمية ناصر العسكرية بالقاهرة وخريج كلية الحرب الأمريكية عام 79 التي درس فيها أيزنهاور باتون ومارشال.
تدرج المشير أبوغزالة في المناصب العسكرية دون ترقيات استثنائية في وحدات وتشكيلات المدفعية قائداً لإحدى هذه الوحدات، ثم قائداً لمدفعية الجيش الثاني، فرئيساً لأركان المدفعية عام ،1974 ثم ملحقاً عسكرياً في أمريكا عام 1976 ثم مديراً للمخابرات الحربية والاستطلاع عام 79 ثم رئيساً لأركان حرب القوات المسلحة عام 80 ووزيراً للدفاع والإنتاج الحربي بعد استشهاد الفريق أحمد بدوي وزير الدفاع الأسبق.
قدم المشير عبدالحليم أبوغزالة للمكتبة العربية 23 كتاباً من بينها عدة كتب عسكرية في علوم المدفعية، وهي كتب تدخل في نطاق السرية ويدرسها ضباط السلاح فقط، علاوة على كتبه “وانطلقت المدافع عند الظهر” و”الاستراتيجية الحربية من وجهة النظر السوفييتية” و”استخدام الطرق الرياضية في الأعمال الحربية” و”الانتصارات العربية العظمى” ثم موسوعته عن “فن الحرب” وهي موسوعة متخصصة من ثلاثة أجزاء علاوة على كتبه في مجالات أخرى.
بعد انتهاء علاقة المشير بالقوات المسلحة تناول في أحد كتبه حروب الخليج الأولى والثانية وعاصفة الصحراء إلا أن هناك كتاباً بدأ أبوغزالة كتابته منذ عام 1978 ولم يتمه تحت عنوان “مذكرات جنرال في الجيش المصري”. وقد كان يعتزم استكماله إلا أنه لم يفعل أو على الأقل لم يعده للنشر.
وللمشير أبوغزالة خمسة من الأبناء طارق، وأشرف، وليلى، وحنان، وإيمان، وقد مات أكبر أبنائه في حادث سيارة في منتصف الستينات حينما كان يقيم في حلمية الزيتون.
تميز المشير أبوغزالة بشخصية آسرة وعرف عنه انشغاله بالعمل العام حتى بعد أن استراح في العمارة التي كان يقيم فيها مع أبنائه بمدينة نصر وقد كان يواجه “الهموم الشخصية” بالابتسامة وقد عرف عنه كذلك طوال خدمته العسكرية شعار: “إذا أرت أن تطاع فاطلب ما هو مستطاع”.
تعددت الألقاب التي يمكن أن تطلق على المشير أبوغزالة، فإلى جانب تاريخه العسكري عرف السياسة ولم يمارسها، ثم إنه رجل المشاكل والمصاعب والقائد العسكري المحترف الذي لعبت المصادفة دوراً كبيراً في حياته، ثم تعرف إلى الزعيم جمال عبدالناصر وتعامل مع أنور السادات لسنوات قليلة واستمر كثيراً مع الرئيس مبارك وقد ظل طوال تلك السنوات مصدر إعجاب وتقدير جميع كبار القادة وحتى صغار الضباط الذين لم يخدموا معه.
وفي حياة أبوغزالة محطات كاشفة، تكشف عن طبيعة شخصيته وما يمثله هذا الرجل وما أضافه للعسكرية المصرية والفكر العسكري بشكل عام، فهو من القادة العسكريين الذين يتجاوز الغضب والألم والحزن بأعصاب فولاذية وقد حدث ذلك في عدة مناسبات: عام 68 بعد هزيمة يونيو كان برتبة عقيد ويقود مدفعية أحد التشكيلات غرب القناة فقد ردد صحافيون أجانب ومصريون اسمه كثيراً وردده كثير من أعضاء مجلس الشعب الذين زاروا الجبهة واستمعوا لحديثه الواعي وتحليله لأسباب النكسة ومسؤولية القيادتين السياسية والعسكرية معاً وقد كان ذلك سببا في وضع اسم أبوغزالة في نشرة المعاشات التي كان من المقرر إصدارها في يناير1969 وعندما عرض الفريق أول محمد فوزي وزير الحربية حينذاك نشرة المعاشات شطب الرئيس عبدالناصر اسم أبوغزالة منها وقال لفوزي: “أنا عارف ماذا يقول عليّ وعلى عبدالحكيم عامر وعنك أيضا، ولكن يبقى من الرجال القلائل الصادقين، لا تفرط يا فوزي في مثل هؤلاء الضباط ولا تدع الغضب منهم يخفي عنك صورتهم الحقيقية”.
أصدر أبوغزالة بعد حرب أكتوبر عام 74 كتابه “وانطلقت المدافع عند الظهيرة” وقد كان ذلك سبباً كافياً لأن يضعه المشير أحمد إسماعيل وزير الحربية في كشف المحالين للتقاعد في نشرة يناير 1974 مع ترقيته لرتبة اللواء بحجة أنه كان يفتح نيران المدفعية على قوات “إسرائيل” في الثغرة من دون الرجوع إلى القيادة في القاهرة إلا أن تلميذه في سلاح المدفعية المقدم عفت السادات أحد أشقاء الرئيس السادات ذهب لشقيقه وروى ما لا يعرفه السادات عن أبوغزالة فألغى القرار.
كان من المقرر تعيين أبوغزالة قائداً لسلاح المدفعية إلى أن عين ملحقاً عسكرياً في واشنطن فلم يعجبه ولم يمارس عمله بشكل كامل وعندما عين مديراً للمخابرات الحربية لم يستمر فيها أكثر من عام فعين أركان حرب القوات المسلحة المصرية وكان من المقرر ألا يستمر في هذا المنصب كثيراً إلا أن استشهاد الفريق أول أحمد بدوي وزير الدفاع في حادث طائرة هليكوبتر بالمنطقة الغربية أسرع بتعيينه وزيراً للدفاع عام ،1981 لم يمض في وزارة الدفاع كثيراً حتى وقع حادث المنصة واغتيال السادات واستطاع السيطرة على العاصمة وبقية البلاد بينما كانت الصورة مشوشة أمام الجميع وقد نجح في شهور قليلة في تطهير القوات المسلحة من بعض الضباط.
في ابريل عام 1989 عندما استدعي لرئاسة الجمهورية بالملابس المدنية تصور أنه سيؤدي اليمين الدستورية كنائب لرئيس الجمهورية وفوجئ بتعيين الفريق يوسف صبري أبو طالب قائده في سلاح المدفعية وزيراً للدفاع وعين هو مساعداً لرئيس الجمهورية فلم يغضب حتى عندما أثير كلام عن علاقة ربطته بإحدى الفاتنات الأرمن في مصر لم يغضب بل وعلق ضاحكا على هذا الكلام اسألوا الحاجة في إشارة لزوجته، وقد ترك منصب مساعد رئيس الجمهورية أو أقيل منه بعد ذلك بفترة.
المشير أبوغزالة استطاع مع تعيينه وزيراً للدفاع صياغة استراتيجية شاملة للأمن القومي المصري في بعده العسكري وعلاقته بأمن الخليج والأمن القومي العربي، وكان أول مسؤول عسكري عربي يتحدث عن التهديدات والتحديات التي تواجه الأمن القومي المصري والعربي حتى إنه قال في أحد مؤتمرات الحزب الوطني إن “إسرائيل” تمثل التهديد الأساسي للأمن القومي المصري مما أثار ضجة في هذا الوقت.
ورغم أن البعض اتهم أبوغزالة بأنه رجل أمريكا في مصر على اعتبار أنه كان ملحقاً عسكرياً لمصر بالولايات المتحدة عام 76 وقع صفقة طائرات الفانتوم لمصر، إلا أنه قال إن أمريكا لن تعطينا السلاح الذي نريده ومع ذلك أرسله الرئيس مبارك إلى أمريكا حينما كان مساعداً لرئيس الجمهورية للاتصال بأعضاء الكونجرس لإسقاط الديون العسكرية لدى مصر التي قدرت ب5.7 مليار دولار وهو ما نجح فيه.
انه مدرسة تعلم منها العسكريون حتى اليوم فكتبه تدرس فى الكليات العسكرية فى الشرق الاوسط وتعلم منه المصريون الانضباط وحب العمل والشجاعة تلاميذه من الضباط يمشون على دربه
فهو قائد شجاع وفاهم ودارس اصول الحرب لقد ولد قائد واصبح هو ملهم لكثير من ضباط الجيش المصر صغار السن . من يعرف المشيرابوغزالة من القادة الكبار فى الجيش يقولون تشرفنا بالخدمة مع سيادة المشير ومن لم يلحقوه فى الخدمة يقولون كنا نتمنى ان نشارك تحت قيادته.
هكذا هو سعادة المشير قائد القوات المسلحة المصرية الباسلة.
تحية للقائد والمعلم والاسطورة المشير محمد عبدالحليم ابوغزالة